في ظل المنافسة الشرسة في سوق الهواتف القابلة للطي، يبدو أن العملاق الكوري سامسونج تستعد لإطلاق خطوة أكثر جرأة من أي وقت مضى. قد يكون هاتفها الجديد Galaxy Z TriFold – أول جهاز ثلاثي الطي للشركة – أقرب إلى المستخدمين مما توقعه الكثيرون، ليس فقط من حيث المواصفات الفنية، ولكن أيضًا من حيث التسعير.
أسعار مذهلة ولكن لا تزال “فاخرة”
وتشير التقارير الصادرة من كوريا الجنوبية إلى أن الهاتف سينطلق في السوق المحلية الشهر المقبل، مع توقعات بأن يقترب سعره من 3.6 مليون وون، أي ما يعادل حوالي 2447 دولاراً أمريكياً. ورغم أن هذا السعر لا يزال بعيدا عن متناول معظم المستخدمين، إلا أنه يظل أقل مما تردد سابقا، حيث تداولت المصادر الأولى تقديرات وصلت إلى نحو 4 ملايين وون (حوالي 2720 دولارا).
المصدر الذي نقل هذه المعلومات هو الصحفي المعروف yeux1122، والذي سبق أن شارك العديد من التسريبات الدقيقة المتعلقة بهواتف سامسونج، وبحسب ما نشره، يبدو أن الشركة تعيد النظر في تكلفة الهاتف، ربما بهدف جعله أكثر قابلية للتسويق، خاصة في ظل التوسع الصيني في سوق الهواتف القابلة للطي بأسعار أقل نسبيًا.
سياسة البيع المحدودة…من أجل السيطرة على التجربة
ويؤكد التقرير نفسه أن الهاتف لن يكون متاحًا على نطاق واسع، بل سيتم بيعه مباشرة عبر شركة سامسونج دون قنوات توزيع إضافية. كما سيتم طرحه بلون واحد فقط وبنسخة تخزينية واحدة، وهو اتجاه يعكس رغبة الشركة في إبقاء المنتج “تجريبيًا” إلى حد ما، بعيدًا عن التنوع المعتاد الذي يقدمه في سلسلتي Z Fold وZ Flip.
وتذكرنا هذه الاستراتيجية بما فعلته سامسونج عند إطلاق أول شاشاتها المطوية، حيث كانت الإصدارات الأولى تستهدف المستخدمين الأكثر شغفا بالتكنولوجيا، قبل أن تصبح المنتجات فيما بعد أكثر انتشارا وأقرب إلى المستخدم العادي.
شاشة ثلاثية الطي وانطباع أقرب إلى الكمبيوتر اللوحي
وبحسب التسريبات، فإن هاتف Galaxy Z TriFold سيقدم شاشة داخلية ضخمة بقياس 10 بوصات بعد فتح الجهاز بالكامل، مما يجعله أقرب في الاستخدام إلى جهاز لوحي صغير يدعم تطبيقات المهام المتعددة والإنتاجية. وعند طيه، سيعتمد المستخدم على شاشة غطاء مقاس 6.5 بوصة، وهو قياس عملي للعمل اليومي والتصفح والمكالمات.
الفكرة هنا ليست مجرد المزيد من الطيات، بل هي محاولة لإعادة تعريف مفهوم الهاتف الهجين:
- هاتف عادي الحجم في الجيب
- جهاز للعمل أو مشاهدة المحتوى عند توسيعه بالكامل
- مرحلة وسيطة تمنح المستخدم مساحة إضافية دون الوصول إلى الحجم الكامل.
كاميرا قوية وبطارية ضخمة
وتشير المعلومات المتداولة إلى أن سامسونج لن تكتفي بالتصميم الهندسي، بل ستمنح الجهاز قوة تصويرية كبيرة، وعلى رأسها كاميرا خلفية بدقة 200 ميجابكسل، وهي نفس الفلسفة التي قدمتها الشركة سابقًا في سلسلة Galaxy S Ultra. ستبلغ سعة البطارية 5437 مللي أمبير، وهي سعة رائعة نظرًا لتعقيد التصميم وحجم الشاشات، وقد تكون من أهم نقاط التحدي في الهاتف.
قد لا يكون هاتف Samsung Galaxy Z TriFold هاتفًا للجميع، لكنه يمثل بلا شك قفزة جديدة في سوق الأجهزة القابلة للطي.
السعر المنخفض نسبيًا مقارنة بالتوقعات لا يعني أنه أصبح جهازًا اقتصاديًا، لكنه مؤشر واضح على رغبة سامسونج في تشجيع التجربة دون جعلها حصرية لفئة ضيقة جدًا.
وهذا الهاتف -إذا تم إطلاقه الشهر المقبل كما تشير التقارير- قد يكون البداية الحقيقية لجيل جديد من الأجهزة التي تتجاوز فكرة الطي التقليدي وتحول الهاتف إلى مساحة متعددة الطبقات للاستخدام.
